في مثال مميز عن التحرر من الحرفية الكتابية , القديس اسحاق السرياني الذي يعتبر اعظم النساك في تقليد المسيحية الشرقية , ينزع الخرافة عمدا عن صورة الجحيم , فرغم انه لا ينكر ابدا حقيقة الجحيم , انما يفسرها على انها انفصال عن محبة الله الخالدة و انعدام القدرة على المشاركة في هذه المحبة , كما انه يراها انفصالا اكثر ايلاما من اي جحيم حسي , و بالنسبة للقديس اسحق لم يكن الجحيم موجودا قبل الخطية , كما ان نهايته غير معروفه , , فهو ليس مكانا للعقاب خلقه الله , انما وضعية روحية من الالم المبرح اوجدتها المخلوقات الخاطئة التي انفصلت اراديا عن الله , الخطاة في هذا الجحيم ليسوا محرومين من محبة الله انما يتالمون من عمق ادراكهم انهم اساؤوا الي المحبة و من عجزهم عن المشاركة فيها فالجحيم ليس سوى ذلك الادراك المر للانفصال و الندامة اي ما يسميه القديس اسحق ” سوط المحبة ” ص 114 – العهد الجديد نظرة ارثوذكسية – الاب ثيودور ستيليانوبولوس