Online: | |
Visits: | |
Stories: |
Story Views | |
Now: | |
Last Hour: | |
Last 24 Hours: | |
Total: |
ما بني على باطل فهو باطل…وما يتم تلقينه تدريسا وتحفيظا فليس بالسهل تحويله الى حقيقة…فالحقيقة عندما تكون واضحة تكون كوضوح الشمس. يقول بنيامين زئيف هرتسل “ان الصهيونية هي الرجوع الى اليهودية قبل الرجوع الى ارض إسرائيل”. اما من شعارات الحركات الصهيونية المعروفة مثلا لدى حركة “ام ترتسوا” الطلابية فهي “إذا اردتم ذلك فهو ليس بالأسطورة” ويعود المعنى المقصود لدى العديد من الذين يرددوا هذا الشعار بان إقامة دولة إسرائيل بإرادة الحركة الصهيونية لم يكن بالأمر الخالي وتحول الى امر من الممكن القيام فيه.
في الحديث عن التعليم والتعبئة فلا بد من التطرق الى الجانب الديني الذي تم اقناع اليهود فيه عند تعليمهم عن أسس الحركة الصهيونية فقد وصل الحد لدى رجال الدين اليهودي المعروفين بدعمهم للحركة الصهيونية بان يصفوا رب اليهود بانه هو نفسه صهيوني كما قال رجل الدين وأحد اعلام الحركة الصهيونية ابراهام يتسحاق كوهين كوك الذي قال “كيف لي ان لا أكون صهيوني بينما نرى ان الخالق هو صهيوني بنفسه”. وبالإضافة الى التعاليم التوراتية التي تم استخدامها لتأسيس الأفكار الصهيونية لدى من عمل من أجيال الإسرائيليين الذي اسسوا لدولة إسرائيل فكان هنالك استخدام لأحداث تاريخية مر بها الشعب اليهودي للتحفيز على استيطان فلسطين وعمل كل ما هو مطلوب من اجل تأسيس دولة قامت على ارض لها شعبها الذي تم قتله وتشريده وتحويله الى شعب مقسم للاجئين وقسم الاخر يعيش حتى اليوم تحت احتلال. الاحداث التاريخية لم تتوقف عند أي حد فقد شرع مؤسسيي الحركة الصهيونية كل الاعمال التي قامت بها الحركة المتطرفة بفكرها وافعالها من خلال تذكير اليهود باستعباد فرعون والنازية وغيرها من الاحداث وكأن الضحية يشرع لها ان تقوم بجريمة بسبب ما مرت به.
المهم هو ليس ما قامت الحركة الصهيونية بتعليمه لأبنائها ومؤسسي دولة الاحتلال وانما الاخذ بعين الاعتبار ما يعتبره الفكر الصهيوني خطر مباشر على وجوده…. يقوم الحلم الصهيوني على أساس إيجاد دولة يهودية للشعب اليهودي والامتناع عن إعطاء أي حق لمن هم ليسوا من اليهود للحفاظ على الهيمنة الصهيونية على ارض فلسطين التاريخية بعيدا عن مسميات أراضي احتلت عام 1948 او عام 1967 فلا وجود لمثل هذه المسميات الا في سجلات التفاوض والمناورة مع الفلسطيني وامام المجتمع الدولي. اما ما يعتبر وجوده بالخطير على هذا الحلم فيقسم الى ثلاثة مستويات:
ان الخطر الثالث يعتبر أخطر التحديات للفكر الصهيوني وذلك ليس بسبب تخوف الإسرائيلي من انعدام التوازن الديموغرافي في حال رجع اللاجئ الفلسطيني الى الأرض الفلسطينية وانما بسبب انتمائه الذي لم تستطيع الحركة الصهيونية اختراقه ولا اضعافه بل على العكس فالحالة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني جعلته يتمسك أكثر بهويته وقضيته وان يعيش حياته انتظارا ليوم عودته. حدثتني احدهن عن زيارتها للبنان وعن لقائها لاجئين فلسطينيين لم يصدقوا اعينهم عندما علموا انها من القدس فقبلوا يديها وبدأوا يحدثوها عن استعدادهم ان يبذلوا حياتهم من اجل رؤية القدس وفلسطين…. هذا الانتماء الذي نجحت إسرائيل باستهدافه لدى الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
ان أخطر ما يمر على القضية الفلسطينية في هذه المرحلة هو ضعف الايمان والانتماء للقضية نفسها والانشغال باحتياجات الحياة والاقتناع بحلم ليس بواقع مبني على استقلال غير حقيقي واقتصاد خيالي والاعتماد على كل ما هو مرتبط بالاحتلال من اجل الوجود بينما يضعف كل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية التي تقتصر اليوم على احيائها في مهرجانات وانعدام الانتماء الثوري لهدف تحرير الأرض والاكتفاء بالحكم الذاتي الغير حقيقي أصلا والموصول بشكل مباشر بوجود الاحتلال ومقوماته. لا بد لنا ان تعترف بحقيقة وضعنا وان نتحمل مسؤولية تاريخية يتحملها كل فلسطيني يساهم بازدياد الوضع سوءا من خلال سكوته. ان التعلم من العدو ليس بالأمر المخجل ولو اننا درسنا أسس الحركة الصهيونية لتعلمنا كيفية مواجهتها. ان الرهان الإسرائيلي ليس على انقراض الشعب الفلسطيني من ارضه وانما على ضعف الفكر الفلسطيني واضعاف الهوية الفلسطينية وخلق الواقع الاحتلالي لأقناع الفلسطيني بان يكتفي بما لديه ليحافظ عليه خوفا من خسارته بينما هو فعليا لا يملك أي شيء من الأساسيات
التي قد يطالب بها أي شعب يريد ان يعيش بحرية وكرامة. ربما اهم ما علينا ان نراجعه هو مدى تعليمنا لأطفالنا عن قضيتنا وطريقة تعبئتنا لشبابنا عن أهمية تحرير فلسطين وحقيقة ايماننا بانه من الممكن تحرير الأرض التي احتلت وسلبت منا ومن اجدادنا. إذا خاف القلم الفلسطيني من التعبير عن طلبات قضيته والتهى الشعب عن مبادئ ما ضحى من اجله الالاف واختلفت قيادته على حكم ارض لا حرية ولا استقلال لها فلا الثورة بخير ولا فلسطين بخير.